عبرة في قصة " ان لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل "

!-- Begin BidVertiser code -->

عبرة في قصة " ان لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل "

عبرة في قصة " ان لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل "   في اول يوم في الدراسي كُنت جالسة قرب ناذفة السيارة .. اترقب حركة ...

عبرة في قصة " ان لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل "

 

في اول يوم في الدراسي كُنت جالسة قرب ناذفة السيارة .. اترقب حركة السيارات والإشارات
كم كان الوقت طويلاً بالنسبة لي بالسيارة .. ربما لأنه اول يوم في العام الدراسي
وانا كنت متشوقة لمقابلة صديقاتي والتعرف على صديقات جدد ,
فأنا من النوع الإجتماعي الذي يحب التعرف على الكثير من الناس
كنت مستمرة في التأمل على امل ان اشغل نفسي حتى نصل
ولكن قطع علي شرودي صوت شقيقتي الساخر حين قالت :
- لهالدرجة متحمسة للمدرسة .. كلها اسبوعين وبتملين منها كالعادة !
عندما قالت هذه الجملة ابتسمت ابتسامة واسعة .. فعلا ان هذا صحيح
رغم ان درجاتي مرتفعة للغاية وانا محبوبة للمعلمات والطالبات ايضاً !
انا كنت بإختصار نموذجا " للطالبة المثالية "
لكنني كنت اتذمر دائما من المدرسة والسبب هو الإستيقاذ في وقت مبكر
كنت ابتسم مع كل ذكرى لي في المدرسة
لكن سرعان ما اختفت ابتسامتي عندما عادت بي الذكرى الى ما قبل سنة :
كنت جالسة مع " نهى " الطالبة الجديدة
لقد مر شهرين تقريبا منذ ان بدأت الدراسة ,, اعترف ان " نهى " اصبحت من اعز صديقاتي
وفي إحدا المرات التي كنا نتناول فيها اطراف الحديث صدمت عندما قالت لي بخجل :
- دانة .. بقول لك سر بس لا تقولين لأحد
- قولي وسرك ببير
- انا .. انا تعرف على واحد بالمسن .. وصرت احبه ويحبني
بدت علامة الصدمة ترتسم على وجهي !!
لم اتوقع ان " نهى " من تلك الفتيات اللاتي يخن ثقة اهلهم
- اكيد تمزحين !!
- لا والله ما امزح .. حتى امس قال لي انه بيجي اليوم يشوفني عند باب المدرسة
ازدادت صدمتي بها .. كنت اتوقع ان تجاوبني وهي تضحك وتقول " اكيد امزح "
لكنها صدمتني اكثر .. كنت اررد في عقلي هذه العبارات :
" شلون يعني يشوفها عند باب المدرسة !! .. بأي صفة يشوفها "
- نهى لا تتهورين .. ما انصحك تكملين معه
- مستحيل اتركه .. انا احبه واموت فيه وهو نفس الشي
تنهدت بإستسلام .. لقد بدت لي من اسلوب كلامها ان اي جملة قد انطق بها معترضة
على ما تفعله .. ستنتهي صداقتنا بسببها !! , وانا لا اريد ذلك فأنا اعتبر " نهى " اختي
فضلت الصمت على الإجابة .. لكنها صدمتني عندما قالت
- والله انه مملوح .. شرايك اذا جا يشوفني توقفين بعيد تناظرينه ؟!!
اجبتها بخوف شديد من اقتراحها :
- لالا .. ما ابي اشوفه تهني فيه
- تكفين ماراح تخسرين شي .. بعدين هو ما يعرفك
- حتى ولو
حمدت ربي كثيرا انها لم تجبرني على فعل شيء لا اريد فعله
وانها استسلمت لرفضي الشديد لهذه الفكرة التي لم تعجبني ابدا
حان وقت الإنصراف من المدرسة .. خرجت انا وشقيقتي
وبالصدفة كان هذا هو نفس الوقت الذي خرجت فيه " نهى " من المدرسة
حاولت ان لا تراني ولكنها مع الأسف ميزتني من حقيبتي ..
قامت بالإشارة على احد الشبان الواقفين بعيداً عن البوابة ..
لم اهتم للأمر بل تجاهلها حتى لا تشك اختي بشيء ..
ركبت سيارة شقيقي وانا فكر بحل ..
" نهى " صديقتي ولابد ان ذلك الشاب كان مجرد كاذب
قررت مصارحتها .. باليوم التالي ذهبت اليها ولكن وجهها يبدو عليه الفرح
كانت متحمسة بشدة لتكلمني .. ابتعدنا عن بقية الفتيات وقالت لي بحماس وفرح
- دانة ما تتخيلين قد ايش انا فرحانة
- دوم الفرح .. بس ليش ؟
- امس يوم شفت " خالد " (كان هذا اسم حبيبها بالطبع) عطاني هدية
مدت يدها لي لتريني سوارة كانت تعلقها على يدها
نقش عليها حرف k و n , بصراحة لم يعجبني الوضع ابدا
لكنني قررت تأجيل النقاش حتى لا افسد عليها فرحتها
مرت الأيام وكلما قررت مناقشتها أجلت الامر بسبب خوفي من ان تنهي صداقتنا
سرعان ما عرفن بعض الفتيات بهذا الأمر , لكن ما استغربته بشدة انهم يشجعنها ؟!!
سألت احدا الفتيات ان كانت تحادث احد الشباب مثلها لكنها اجابتني بالرفض القاطع
فهي لا تحب هذه العلاقات .. صدمت !! , كيف لا تحبها وهي تقوم بتشجيع " نهى "
سألتها عن الأمر فأجابتني ببرود
- اهم شي اني ما غلطت مثلها .. اذا هي تبي تغلط بكيفها .. بس خلينا نعيش معها الجو
هذا كان ردها , بصراحة احسست بسخافة الرد بشدة .. لكنني مع الأيام بدأت اقتنع بالامر
حتى صرت اشجعها .. لكنني لا احادث الشباب ؟!!
استمر هذا الوضع { المخزي } الى نهاية السنة !!
حين جائت الي " نهى " تشتكي من " خالد " الذي لم يعد يعاملها كالسابق
حينها اجبتها بكل بلاهه :
- يمكن مسوية له شي غلط بدون ما تدرين ؟
- لا يا دانة انا دايم انتبه لما اتكلم معه عشان ما اغلط !
- والله مدري وش اقول لك .. شوفي باقي البنات
رجعت الى المنزل بعد هذا الموقف .. دخلت الى غرفتي ورحت اتجول في عالم الإنترنت كالعادة
كنت اقرأ بعض الحكم الجميلة .. كم احب قرائتها فأنا احس انها تمدني بالطاقة لسبب لا اعرفه !
حتى مرت علي مقولة للشعراوي رحمه الله كانت تقول :
{ إن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل }
توقفت للحظات اتأمل الجملة التي امامي .. وكأن كل خلية في جسدي تريد قرائتها !!
بعد ان استوعبت الأمر احسست حقا بدنائة نفسي !! .. يجب علي ايقافها
هذا ما يجب علي فعله ان كنت صديقتها فعلاً .. مر هذا اليوم ببطئ شديد علي
فأنا كنت راغبة بمحادثة " نهى " عن هذا الموضوع , لكنني لن اتردد هذه المره
فأنا مصرة على ان اوجهها الى الطريق الصحيح بما انني صديقتها وهذا واجب علي
وفي اليوم التالي ,, تحدثت معها بهدوء على عكس اسلوبها ..
فقد كانت تصرخ في وجهي حتى انهارت بالبكاء ؟!!
حدث ما كنت خائفة منه .. لقد انهت صداقتنا , لكن الامر لم يكن بلك السوء كما تخيلت
فصديقاتي اللاتي كن ينتقدنها فرحن كثيرة بعودتي " دانة القديمة " التي كانت معروفة بحسن اخلاقها
ادركت فعلا معنى مقولة { إن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل }
لقد خجلت من نفسي كثيرا , لدرجة انني كنت لا اتناول الطعام من شدة التفكير في تصرفي
لكنني سرعان ما نسيت الأمر وطويت الصفحة القديمة لكي تظهر لي صفحة جديدة ناصعة البياض
- دانة .. يلا وصلنا
التفتت على اختي التي قطعت علي حبل افكاري .. هززت رأسي بالإيجاب ولحقت بها
وما ان دخلت الى المدرسة حتى وجدت " نهى " واقفة وعلى ما يبدو انها شاردة الذهن
لقد تغيرت كثيرا .. لم تعد " نهى القديمة " , حتى ان وجهها اصبح يشع نورا .. لعله نور الإيمان ؟
| نهى |
بعد ما حدث بيني وبين " دانة " اكتشفت انها على حق
لكنني مع الأسف لم استطع ترك " خالد " , فأنا احبه .. لكن لم اعد استمتع بمحادثته
ليس بسبب تغيره المفاجئ , انما انني لم اعد اشعر بالراحة ! .. قررت الإتصال على احد المشايخ
وقد وجهني الي الطريق الصحيح واقنعني بكلامه , بعد ان عدت الى الله قررت ان اتصالح مع دانة
فباقي الفتيات لم يفكرن بنصحي ولو لمرة واحدة ! ,, بينما دانة ناقشتني بهدوء رغم انني كنت اصرخ ؟!!
وقفت قريبة من المدخل لكي انتظرها .. فأنا اعرف دانة , انها تحب القدوم الى المدرسة من اول يوم !| دانة |
التفتت الي في تلك اللحظة وابتسمت لي .. رددت لها الإبتاسمة ورحت اسلم عليها كما فعلت هي
في تلك اللحظة ,, وقالت لي بأسف
- آسفة .. كلامك كله كان صح .. انا دقيت على واحد من المشايخ وشكيت له اللي صار ووجهني للطريق الصح
ابتسمت بفرح شديد وقلت لها :
- ماله داعي تعتذرين .. مافي بين الصديقات اعتذار !

عدنا انا و " نهى " صديقات , لكن هذه المره { لن نصفق للباطل } , حتى وان { لم نستطع قول الحق }